السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
أجمل طريقة لمحاسبة النفس !!!!!
قال الحسن رحمه الله :
((إن المؤمن ـ والله ـ ما تراه ألا يلوم نفسه على كل حالاته يستقصرها في كل ما يفعل فيندم ويلوم نفسه وان الفاجر ليمضي قدما لا يعاتب نفسه))
وذكر الإمام احمد رحمه الله في كتابه الزهد عن عمر رضي الله عنه قوله :
((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فانه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوها للعرض الأكبر)) قال تعالى : (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية)
وقال الحسن رحمه الله :
((إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همته))
وكان الأحنف بن قيس يجيء إلى المصباح فيضع إصبعه فيه ثم يقول : حس يا أحنف !
ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟
وكتب عمر رضي الله عنه إلى بعض عماله :
((حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة فان من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد أمره إلى الرضا والغبطة ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة))
ومحاسبة النفس تنقسم إلى قسمين
محاسبة قبل العمل
ومحاسبة بعد العمل
أما القسم الأول : فهو أن يقف عند أول همه وإرادته ولا يبادربالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه
قال الحسن رحمه الله :
((رحم الله عبدا وقف عند همه فان كان لله مضى وان كان لغيره تأخر))
فإذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهم به العبد وقف أولا ونظر
* هل ذلك العمل مقدور له أم غير مقدور ولا مستطاع ؟؟؟؟
فان لم يكن مقدورا لم يقدم عليه وان كان مقدورا وقف أخرى ونظر
* هل فعله خير من تركه أم تركه خير من فعله ؟؟؟
فان كان الثاني تركه ولم يقدم عليه وان كان الأول وقف وقفة أخرى ونظر
* هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه أم إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق؟؟؟
فان كان الثاني لم يقدم وان كان الأول وقف وقفة أخرى ونظر
* هل هو معان عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا العمل محتاجا إلى ذلك أم لا ؟؟؟
فان لم يكن له أعوان امسك عنه كما امسك النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد بمكة حتى صار له شوكة وأنصار
ولا يفوت النجاح إلا من فوت خصلة من هذه الخصال وإلا فمع اجتماعها لا يفوته النجاح
فهذه أربع مقامات يحتاج إلى محاسبة نفسه عليها قبل العمل
فما كل ما يريد العبد فعله يكون مقدورا له !!!!
ولا كل ما يكون مقدورا له يكون فعله خيرا له من تركه !!!!
ولا كل ما يكون فعله خيرا له من تركه يفعله لله !!!!!
ولا كل ما يفعله لله يكون معانا عليه !!!!!
فإذا حاسب نفسه على ذلك تبين له ما يقدم عليه وما يحجم عنه
أما المحاسبة بعد العمل فهي ثلاثة أنواع
الأول : محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي
الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله
الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله ؟؟وهل أراد به الله والدارالآخرة ؟؟ فيكون رابحا أو أراد به الدنيا وعاجلها فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به !
من كلام ابن القيم رحمه الله بتصرف
إذا أردت ما عند الله فانظر ما لله عندك